خبراء: المناورات العسكرية الإسبانية "عين النسر" لا تستهدف المغرب - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد منطقة جنوب إسبانيا وبحر البوران مناورات عسكرية واسعة النطاق تحمل اسم “عين النسر 25-01″، تُجريها القوات الإسبانية بمشاركة مختلف فروع الجيش، بما في ذلك القوات البحرية والجوية والبرية، إلى جانب جهات أمنية أخرى. وتهدف هذه التمارين إلى تعزيز التنسيق العملياتي والاستعداد لمواجهة أي تهديدات أمنية محتملة، وسط سياق جيو-سياسي إقليمي متوتر.

وأكدت مصادر إسبانية أن هذه التدريبات “لا تستهدف المغرب أو أي جهة بعينها”، بل تهدف بالأساس إلى “تعزيز الدفاع الجوي لإسبانيا في مواجهة أي هجوم محتمل من الجناح الجنوبي”.

وفي هذا الإطار، قال البراق شادي عبد السلام، خبير دولي في إدارة الأزمات وتدبير الصراع وتحليل المخاطر، إن “المناورات العسكرية الإسبانية تأتي في ظل وضع جيو-سياسي معقد تعيشه المنطقة حيث تعتبر العلاقات القوية بين المغرب وإسبانيا صمام أمان إقليمي للأمن والاستقرار في ظل تفاهمات مغربية إسبانية تعزز ميكانيزمات السلام والأمن في غرب المتوسط، وفي ظل إصرار مشترك على الحفاظ على مرتكزات الثقة والتشاور، بعيدا عن الأعمال الأحادية أو الأمر الواقع”.

وأضاف البراق، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الجانب الإسباني حدد بوضوح وبشكل علني ومسؤول أهداف هذه المناورات العسكرية، مؤكدا أنها غير موجهة للمغرب، وبالتالي لا تستهدف تغيير قواعد الاشتباك الإقليمية المتوافق عليها بين الرباط ومدريد”.

وأوضح الخبير في تحليل المخاطر أن “هذا التصريح يكرس مكانة المملكة المغربية المركزية في مستقبل المنطقة، ويؤكد صواب رؤيتها الاستراتيجية الساعية إلى نزع فتيل الأزمات وخفض التوتر الإقليمي عبر بناء شراكات فاعلة وتصورات مشتركة حيال القضايا والملفات التي تقع في مدار اهتمام الفاعل المؤسساتي المغربي”.

ونبه إلى أن “المؤسسات الاستراتيجية للمملكة المغربية، وبشكل عام، لديها تقدير موقف دقيق وقراءة عميقة للمعطيات الجيو-سياسية المستجدة والتطورات العسكرية في المحيط الإقليمي والدولي، ولطبيعة المخاطر والأزمات التي تهدد الأمن القومي للمملكة بشكل استباقي برؤية استشرافية متوازنة”.

وشدد المصدر ذاته أن “آليات الاستجابة الدبلوماسية والعسكرية في هكذا حالات مفعلة وجاهزة في أي زمكان وفي أي بيئة قتالية أو عملياتية لردع أي تهديد أمني أو عسكري لحدود المملكة وسيادتها”.

وخلص البراق إلى أنه “في ظل التوافق الإقليمي بين الرباط ومدريد حول العديد من القضايا والملفات المشتركة، كالموقف الإسباني من السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية والهجرة ومكافحة الإرهاب والتعاون الأمني والاستخباراتي والتبادل التجاري والاستثماري، فإن التعاون العسكري المغربي الإسباني يتجه بخطوات متسارعة نحو بناء شراكة استراتيجية عسكرية وأمنية قوية تحددها العديد من المؤشرات، أهمها تزايد التعاون العسكري في مجال تأمين الفضاء المتوسطي عبر مناورات بحرية مشتركة وصفقات السلاح، يعضدها الموقع المغربي المتقدم كحليف استراتيجي خارج حلف الناتو الذي تعتبر إسبانيا أحد أهم الدول الفاعلة فيه”.

من جانبه، قال عبد الرحمان مكاوي، خبير عسكري، إنه “بحسب الجانب الإسباني والناطق الرسمي لهذه المناورات، فإنها لا تستهدف أي طرف معين، ولا تمثل موقفًا معاديًا للمغرب تحديدًا، وإنما تهدف إلى الاستعداد لمواجهة أي أزمة محتملة في المنطقة”.

وأضاف مكاوي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هذه المناورات والتمارين العسكرية التي تُجرى في جنوب إسبانيا وفي بحر البوران، تُعد مناورات ضخمة تهدف إلى تعزيز التنسيق بين مختلف فروع الجيش الإسباني، سواء البحرية أو الجوية أو البرية، بالإضافة إلى جهات فاعلة أخرى”.

وأشار الخبير العسكري ذاته إلى أن “هذه التحركات العسكرية تأتي في سياق تخوف إسبانيا من أزمات محتملة في هذه المنطقة، قد تتجسد في شكل هجوم من قبل جماعات إرهابية على المناطق الاستراتيجية في جنوب البلاد”.

وتابع قائلا: “تشمل المخاوف الإسبانية سيناريوهات مثل شنّ جماعات إرهابية هجمات باستخدام أسراب من الطائرات المُسيّرة. وقد أشار نائب قائد الحرس الثوري الإيراني وجماعة الحوثي إلى إمكانية نقل الصراع الدائر في الشرق الأوسط، خصوصًا الحرب ضد إسرائيل، إلى غرب البحر الأبيض المتوسط، وهي تهديدات تأخذها إسبانيا على محمل الجد. ومع ذلك، فإن هذه المناورات لا ترقى إلى مستوى مواجهة تلك التهديدات، بل تظل في نطاق التدريبات العسكرية الكبرى”.

وحسب مكاوي، “ستشارك في هذه التمارين العسكرية حاملة الطائرات خوان كارلوس، إلى جانب عدد من الفرقاطات والطائرات، وذلك في إطار تعزيز التفاهمات الدولية بين مختلف الجيوش الإسبانية، والتأهب لمواجهة أي أزمة قد تندلع نتيجة تهديدات إرهابية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق