ارتباك النوم في رمضان يطلق تحذيرات أطباء مغاربة من "مخاطر جمّة" - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حثّ باحثون وأطباء مغاربة على “احترام نظام نوم متوازن خلال شهر رمضان المبارك”، منبهين إلى “ارتباك سنوي” يُسجل خلال الأسابيع التي يؤدي فيها المغاربة، كبقية المسلمين، شعيرة الصيام باعتبارها ركناً من أركان الإسلام الخمسة. هذا “الارتباك” استدعى تنبيهات “تتعلق بتجنب المأكولات المشحونة بالدهون والسكريات أو الطعام عالي الملوحة قبل الخلود للنوم، وكذا تفادي المشروبات المنبهة مثل القهوة والشاي”.

جاء هذا بمناسبة اليوم العالمي للنوم (17 مارس)، الذي يتزامن هذه السنة مع منتصف شهر الصيام. وحذّر الأطباء من “مخاطر جمّة غير بادية بسبب إرباك الجهاز العصبي نتيجة لقلة النعاس”، داعين إلى “الحفاظ على ساعات نوم لا تقلّ عن 6 ساعات، وتجنب ممارسة الرياضات العنيفة أو القوية ليلاً، وتفادي النظر إلى شاشات الهاتف والتلفاز قبل النوم؛ لأن الضوء الصادر منها يشوّش على ساعات السّبات البيولوجية”.

نومٌ صحي

محمد اعريوة، أخصائي في الطب العام، قال إن “تزامن اليوم الدولي للنوم مع رمضان يشكل فرصة لتقديم نصيحة طبية جديّة لعموم الصائمين في المغرب من أجل الحفاظ على الساعات البيولوجية للنوم التي ينصح بها الأطباء، أي من 7 إلى 9 ساعات في اليوم، حفاظاً على انتظام العملية”، مشدداً على أن “النظام الصحي يحتاج إلى قسط من الراحة بشكل يومي، خصوصاً وأن الإنسان يمكنه تأدية كافة الشعائر الدينية خلال الشهر الفضيل ويستطيع النوم”.

وأورد اعريوة، ضمن توضيحات قدمها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “ثمّة مساحة زمنية كافية بين السحور والفطور للقيام بمجموعة من الأنشطة، كي يغفو الإنسان ويستيقظ بكامل لياقته دون الشعور بالخمول أو الرغبة الشديدة في البقاء في الفراش كما يحدث عادة”، مشيرا إلى أن “رمضان فرصة مهمة بالنسبة للجهاز الصحي كي يراجع الكثير من طرق عمله. الصيام في الأصل وقاية من جميع الأمراض. مساعدة الجسد على النوم مهمة لنيل هذه الغاية”.

كما ذكر الأخصائي ذاته أن “الحصول على فترات نوم كافية يدعم الصيام ويضمن راحة الجهاز المناعي والجهاز الهضمي”، مسجلا أن “قدرة الجسم على الإنتاجية وتجدد روافده بالبروتينات يتم إفرازها تلقائيا داخل البدن عندما يحظى بقدر من النوم منصوح به”. لذلك، إذا “شعر المغاربة بأن النظام الجديد في رمضان يتماشى مع النظام الغذائي الذي يطبع الشهر المبارك، لا بدّ من العودة إلى فترات النوم الاعتيادية عند نهاية شهر الصيام حفاظاً على استدراك الخصاص”.

النوم أنواع

الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، قال إن “جسم الإنسان يحتاج إلى فترة نوم جيدة طيلة السنة”، موضحا أن “جودة النوم من الناحية الطبية تتراوح بين 6 ساعات ونصف الساعة و8 ساعات، أي بمعدل 7 ساعات”، وأضاف: “يجب أن يغفو الإنسان في فترة تقلّ عن 60 دقيقة عندما يذهب إلى الفراش. مع العلم أن تخطيها يقوض جودة النعاس. كما لا بدّ من الاستيقاظ أقل من مرتين في الليلة، وعند العودة إلى النوم لا بد من استئناف السّبات في ظرف أقل من 30 دقيقة”.

وأورد حمضي، ضمن إفادات قدمها لهسبريس، أن “النوم الجيد مرتبط بالليل وليس بالنهار. النوم الليلي يسمح للإنسان بأن يستيقظ بأريحية في الصباح”، مشيراً إلى أنه “يُنصح به في الفترة المسائية لأنه يدعم الجسم في التخلص من الخلايا الميتة وتعويضها كما يتخلص من المواد السامة ويصوّب الأنسجة التالفة”. وتابع: “أهمية النوم مساءً واضحة من خلال احتضانه لمرحلة نمو الإنسان. الدراسات بدورها بينت أن الإنسان الذي ينام أقل من 6 ساعات معرض للسكري من النوع الثاني بنسبة 28 بالمائة”.

وشدد الباحث في النظم الصحية على أن النوم يعرف تدهوراً في رمضان؛ لأن “البعض يعتقد أن هذا الشهر الفضيل يتطلب السهر ليلاً. هذا خطأ شائع”، لافتاً كذلك إلى أن “الإنسان عندما يكون صائماً يفرز هرمون الكورتيزول الذي يقلل من الشعور بالرغبة في النعاس ليلاً. كما أن تناول الدهون والسكريات يخلق صعوبة وتثاقلاً في دورة راحة الجسم”. وأضاف: “النتيجة هي قلة التركيز وسط اليوم، وردود الفعل لا تكون سريعة. يسود التوتر والقلق والشعور بالتعب وفقدان الطاقة”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق