رمضان يوحد أوفرفخت في أوتريخت - ترند نيوز

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شهد مسرح “ZIMIHC Stefanus” في مقاطعة أوفرَفِخت بمدينة أوتريخت الهولندية، أول أمس الخميس، حفل إفطار رمضاني مميز جمع مختلف أطياف المجتمع.

قامت بتنظيم هذا الإفطار مؤسسة حوار، بالتعاون مع “Dok 030” و”U Stal”، وحضره نحو 200 شخص، في أمسية حافلة بالدفء والنقاش، والتعارف وتقاسم التقاليد المشتركة.

جسر بين الثقافات

تُعد مقاطعة أوفرَفِخت واحدة من أكثر مقاطعات أوتريخت تنوعًا من حيث الخلفيات الإثنية والثقافية. ورغم هذا الغنى، فإن هناك أحيانًا مسافة اجتماعية بين بعض المجموعات.

وجاء هذا الإفطار الجماعي ليكون فرصة لردم هذه الفجوة، وخلق لحظة من التواصل والتضامن، حيث لم يكن مجرد مناسبة لتناول الطعام، بل فضاءً للتعارف، وسرد تجارب شخصية، والتفاعل مع التقاليد المختلفة.

برنامج متنوع

انطلقت الأمسية بتلاوة قرآنية عذبة قدمها عبد الإله العمراني، مدير المعهد الإسلامي دار الهدى بأمستردام. تلتها كلمات ترحيبية لكلٍّ من: محمد الطلحاوي، رئيس مؤسسة حوار، وقاسم أشهبون، الذي قدم نبذة عن أنشطة مؤسسة حوار، وعبد اللطيف الحرشاوي، مدير “Dok 030”.

كما ألقت رشيل ستريفلاند، محافظة القانون ومسؤولة مقاطعة أوفرفيخت، نيابةً عن عمدة أوتريخت، كلمة أشادت فيها بهذه المبادرة الفريدة، مؤكدةً أهمية اللقاءات التي تقرّب المواطنين من مختلف الثقافات والجنسيات مع بعضهم، وتعزز الشعور بالمجتمع الواحد.

بعدها رُفع أذان المغرب إيذانًا ببدء الإفطار، الذي ضمّ أطباقًا مغربية تقليدية أعدتها مجموعة من المتطوعات النشيطات في الحي. خلال وجبة الإفطار، استغل الحاضرون الفرصة للتواصل والتعرف على بعضهم البعض في أجواء دافئة.

واختُتم الإفطار بتكريم مجموعة من سكان الحي المتميزين تقديرًا لمجهوداتهم القيمة في خدمة المجتمع.

رسالة مجتمعية

بعد الإفطار، تابع الحضور العرض المسرحي “عندما غادرتُ بيت والدي”، الذي تناول مواضيع الهجرة والهوية والتواصل بين الأديان.

وقدّم العرض مساحة للتفكير العميق، وأضاف بُعدًا ثقافيًا وإنسانيًا للحدث، مما جعله أكثر من مجرد إفطار جماعي، بل تجربة تواصلية متكاملة.

ويؤكد هذا الإفطار أهمية هذا اللون من اللقاءات في بناء جسور التواصل والتعارف بين المواطنين، بغض النظر عن خلفياتهم الإثنية أو الثقافية أو الدينية، ومساهمتها في تعزيز قيم التسامح والتضامن والانتماء بين سكان الحي الواحد، كخطوة إضافية نحو مجتمع أكثر وحدة وانسجامًا.

جدير بالكر أن هولندا تشهد في السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في تنظيم حفلات الإفطار الجماعي خلال شهر رمضان، ليس فقط من قبل المساجد والمنظمات الخاصة بالأقليات المسلمة؛ بل أيضًا من قبل المؤسسات الرسمية، مثل الشرطة والبلديات وقطاعات وزارية وشركات.

ويعكس هذا التطور روح التسامح والتعددية التي تميز المجتمع الهولندي، رغم التحديات المرتبطة بصعود التيارات اليمينية المتطرفة، سواء في هولندا أو في أوروبا عامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق